تفحيط

ما أدري يعتبرنه بعض الشباب هوايه !! وهو منتشر في السعوديه و خاصتاً الرياض


( قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا



( وقد قال تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّابِالْحَقِّ 


( وقال تعالى : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ



السؤال: ما حكم النظر إلى التفحيط عَرَضاً أو عمداً، وهل ينكر على من ينظر إلى (المفحِّطين) أم لا؟

الجواب :  الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ....فقبل الجواب عن حكم النظر إلى (التفحيط) يحسن الكلام عن حكم التفحيط 



نفسه، فأقول وبالله التوفيق: لست أشك طرفة عين أنّ (التفحيط) هواية محرمة، وممارسة سيئة منكرة، وذلك للأسباب التالية:


1 - أنّ ممارسة (التفحيط) ممارسة خطرة تعرّض صاحبها إلى هلاك محقق، فقد يفقد حياته –وهذاكثيراً ما يحدث– وقد يصاب بإصابات 


شديدة تلازمه مدى الحياة، كالشلل أو فقد بعض الأطراف، أوحدوث بعض العاهات المستديمة –نسأل الله العافية–

2 – في التفحيط إيذاء وإزعاج للآخرين، وتعريض حياتهم للخطر، إذ من المعلوم أنّ بعض هواة (التفحيط) لا تحلو لهم هوايتهم تلك إلا 



في الأحياء السكنية المأهولة، والشوارع المطروقة لينالواأكبر عدد من المشاهدين والمعجبين. ولا ريب أنّ إيذاء الناس أمر محرم، كما   


قال الله: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " وحتى لو كان (التفحيط) في الأماكن الخالية 


خارج نطاق البنيان فسيظل الأمر محرماً؛ لبقاء عامل الإيذاء قائماً، ذلك أن أولئك الممارسين (للتفحيط) سيستدرجون أبناء المسلمين 


ومراهقيهم إلىأماكنهم، وتشجيعهم على ممارسة هذه الهوايات السخيفة، وفي هذا أعظم الإفساد لهم، وأكبر الأذية لأهليهم.


3 – لا يماري عاقل أنّ في (التفحيط) إتلافاً للسيارة، وتدميراً لها، وتبذيراً للمال الذي دفع لشرائها،

 وقد قال الله: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"وهذه السيارات نِعمٌ من -الله تعالى- سخرها لعباده لقضاء حوائجهم عليها، فكيف يليق 


بالمسلم أن يكفر بنعمة الله ويسخرها في تصرفات طائشة، وممارسات منحرفة تدل على بطره وأشره والعياذ بالله؟


 وإذا عرفنا حكم (التفحيط) بان لنا حكم النظر، إليه فأقول والله الموفق: لا ريب كذلك أنّ النظر إلى (التفحيط) أو غيره من المنكرات 


والمحرمات على سبيل الاستمتاع به، والتلذذ بمطالعته حرام لا مرية فيه، إذ إنّ في ذلك إعجاباً بالمنكر، وإقراراً لوجوده ورضاً به 


والعياذ بالله، ونبينا –عليه الصلاة والسلام- علّمنا إنكار المنكر إذا رأيناه، لا متابعته ومطالعته والتلذذ بمشاهدته، فقال -عليه السلام- في 


الحديث الصحيح: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لميستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه..." رواه مسلم (49)، وغيره من حديث أبي 


سعيد الخدري -رضي الله عنه-. وقد امتدح الله –تعالى- المعرضين عن المنكرات، فقال -سبحانه-: "والذين هم عن اللغو 


معرضون"[المؤمنون:3]، وقال: "وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً" [الفرقان:72]، وقال: "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا 


" ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين "


وأخيراً فقول السائل: هل ينكر على من ينظر إليهم؟ فأقول: نعم، وهذا واضح من خلال ما تقدم، والله 

المسؤول أن يصلح شباب المسلمين، ويوفقهم إلى معرفة حقيقة دورهم في هذه الحياة فيترفعوا عن

سفاسف الأمور، ويضطلعوا بمسؤولياتهم تجاه دينهم وأمتهم. والله أعلم.